Bildiriler

فلسفة التعايش في الثقافة الإسلامية من أحادية عالم الغيب والوجود إلى تنوع كون الشهود والموجود فلسفة التعايش في الثقافة الإسلامية من أحادية عالم الغيب والوجود إلى تنوع كون الشهود والموجود

فوزي علي فوزي علي المعهد العالي للحضارة الإسلامية - جامعة الزيتونة، تونس، أستاذ جامعي وناشر، أستاذ تعليم عال محاضر في الفلسفة Müəllif

Xülasə

تعتمد مقاربتنا في فهم تجربة التعايش في الثقافة الإسلامية على بيان مرجعية نظرية جامعة من شأنها أن تؤسس لجدلية ممكنة بين ما يبدو من أشكال من التناقض واللااتفاق ضمن مستويات ثنائية المطلق والنسبي، المقدس والمدنس، عالما الغيب والشهود الإلهي والإنساني... الأمر الذي يقتضي ضرورة اعتماد قراءة تفكيكية لبنية الثقافة الإسلامية خاصة في مرجعياتها القرآنية والمطارحات الفلسفية والكلامية، والذي من شأنه أن يؤسس لما يمكن تسميته بـ "فلسفة التعايش"، ضمن حركة دفع وتدافع بين أحادية عالم الغيب والوجود وتنوع كون الشهود والموجود.
وعليه، فإن أطروحتنا تستند أساسا إلى مدخل مفهومي ونظري، يعمل على بيان خصائص عالم الغيب بما هو مجال الكمال والتكامل؛ من خلال قراءة لسانية في ثلاثية الأحادية (Monism)، والواحدية Monolithism) (Henotism، والوحدانية (Unicity) ، في سياق قراءة فلسفية بمرجعية قرآنية ذات استخدامات تأليفية تأويلية وصوفية عرفانية من شأنها ان تكشف عن محدودية القراءات الفلسفية تاريخيا لمسألة الخالق، وعجزها عن تمثل فكرة المطلق؛ نظرا لانشدادها إلى موقف مادي حسي وظاهري، يختزل في مفهوم
"الكوسموس"، وتحوّله ضمن مرجعتي الفلسفة والكلام إلى سياق الوجود الملتبس بالمادي ، والمنخرط في فتنة التشبيه والتجسيم. الأمر الذي أوقع المدونة الثقافية الإنسانية في خطيئة نسيان الوجود، عبر وقوعها في دائرة الخلط بين الوجود والموجود بين الشاهد والمشهود... وهو مضمون العنصر الأول من هذه الورقة العلمية، والذي يتفرّع بدوره إلى بيان عناصر تفصيلية ضمن ثلاثية التوحيد والتعقل والتخلق.
أما العنصر الثاني، فيعمل على بيان حكمة الخلق والخليقة في القرآن الكريم، عبر قراءة في إيواليات التعايش الإنساني، والذي يتفرع بدوره إلى بیان مسألتين: أوحدة الأصل والمنهج، وتنوّع الفعل والممارسة الاجتماعية، ضمن حكمة التعايش في أفق ثلاثية العدل والكرامة والأخوة ب الأمة كضامنة لمرجعية التعايش عبر الوقوف على مركزية منزلة الفرد، بما يقتضيه من دلالات الاختلاف والتنوع لضمان صيغة من التعايش والتكامل المحققة لغايات الخلق: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون."